والبعض منهم يضيفون إلى سنّة الرسول سنّة الصحابة بأجمعهم ـ أيّ صحابي كان ـ وذلك لحديث يروونه : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم » (١) ، وحديث : « أصحابي أمنةٌ لأمتي » (٢).
أمّا حديث « أصحابي كالنجوم » ، فهو لا ينسجم مع العقل والمنطق والحقيقة العلمية ، إذ إنّ العرب لم يكونوا ليهتدوا في مسيرهم
__________________
حصيراً ، فخرج رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلّي فيها ، فتتبع إليه رجال وجاؤوا يصلّون بصلاته ، ثمّ جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عنهم فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب ، فخرج إليهم مغضباً ، فقال لهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : مازال بكم صنيعكم حتى ظننت أنّه سيكتب عليكم ، فعليكم بالصلاة في بيوتكم ، فإن خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصلاة المكتوبة ».
وهذا النصّ صريح في أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يفرضها ، بل نهاهم عن أدائها كذلك ورغّبهم في الصلاة في بيوتهم.
وهذا النهي استمر في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وزمن أبي بكر إلى أن جاء عمر بن الخطاب فابتدع فيهم القيام جماعة في شهر رمضان ، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة ٢ : ٥١٠ ترجمة ٢٩٣٤ حيث قال : « قلت : ذكر أبو عمر في التمهيد : أنّ أوّل ما جمع عمر الناس على إمام في رمضان كان سنة أربع عشرة ».
وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء ١٣١ : « وفي سنة أربع عشرة جمع عمر الناس على صلاة التراويح ».
١ ـ الشفا للقاضي عياض ٢ : ٥٣.
٢ ـ المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ٥٤٨ ح ٣ ، صحيح مسلم ٧ : ١٨٣ ، ( كتاب فضائل الصحابة ، باب ٥١ ) ، ومسند أحمد بن حنبل ٤ : ٣٩٩.