أمّا وأنّ الشيعة لم يفرضوا على أحد أن يقول بالرجعة؛ ولا أنّهم يقولون بكفر من يكذّبها ، فلا داعي لكلّ هذا التشنيع والتهويل على الشيعة ، سيما وأنّهم يفسّرون بعض الآيات بنحو يوافق ذلك ، وذلك كما في قوله تعالى : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ اُمَّة فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ) (١).
فقد جاء في تفسير القمّي عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن أبي عبداللّه جعفر الصادق عليهالسلام قال : « ما يقول الناس في هذه الآية ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ اُمَّة فَوْجاً ) »؟ قلت : يقولون : إنّه في يوم القيامة : قال : « ليس كما يقولون ، إنّها في الرجعة ، أيحشر اللّه في القيامة من كلّ أُمّة فوجاً ويدع الباقين؟ إنّما آية القيامة : ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أحَداً ) » (٢).
كما جاء في كتاب عقائد الإمامية للشيخ محمّد رضا المظفر قوله : « إنّ الذي تذهب إليه الإمامية أخذاً بما جاء عن آل البيت عليهمالسلام ؛ إنّ اللّه تعالى يعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها ، فيعزّ فريقاً ويذلّ فريقاً آخر ، ويديل المحقّين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين ، وذلك عند قيام مهدي آل محمّد عليه
__________________
١ ـ النمل : ٨٣.
٢ ـ الكهف : ٤٧ ، والنص في تفسير القمي ٢ : ١٠٦.