وفرق ومدارس كلامية وفكرية ، بعد أن كانوا أُمّة واحدة.
فكلّ خلاف وقع بين المسلمين ، سواء في الفقه أو في التفسير للقرآن أو في فهم السنّة النبوية الشريفة ، منشؤه وسببه الخلافة ، وما أدراك ما الخلافة ، التي أصبحت بعد السقيفة أمراً واقعاً يُستنكر بسببها أحاديث صحيحة وآيات صريحة ، وتُختَلقُ من أجل تثبيتها وتصحيحها أحاديث أُخرى لا أساس لها في السنّة النبوية الصحيحة.
وهذا يذكّرني بإسرائيل ، والأمر الواقع ذلك أنّ الرؤساء والملوك العرب اجتمعوا واتفقوا أن لا اعتراف بإسرائيل ولا تفاوض معها ولا سِلْم ، فما أُخِذَ بالقوّة لا يستردّ بغير القوة ، وبعد سنوات قليلة اجتمعوا من جديد ليقطعوا هذه المرّة علاقاتهم مع مصر التي اعترفت بالكيان الصهيوني ، وبعد سنوات قليلة أعادوا علاقاتهم مع مصر ولم يطعنوا بعلاقتها بإسرائيل ، مع أنّ إسرائيل لم تعترف بحقّ الشعب الفلسطيني ، ولم تغيّر شيئاً من موقفها ، بل زادت في تعنّتها وضاعفت قمعها للشعب الفلسطيني ، فالتاريخ يعيد نفسه ، وقد اعتاد العربُ التسليم بالأمر الواقع.