وأقول : إذا كان الغربُ ماعرف النظام الجمهوري إلاّ في القرن التاسع عشر ، فإنّ الإسلام عرفه وسبقهم إليه في القرن السادس.
ولكن ، وبعد لقائي بعلماء الشيعة وقراءة كتبهم ، والاطّلاع على أدلّتهم المقنعة التي هي موجودة في كتبنا ، غيّرتُ رأيي الأوّل ، لمّا أسفرت الحجّة عن وجهها؛ لأنّه لا يليق بجلال اللّه سبحانه أن يترك أُمّة بدون إمام ، وهو القائل : ( إنّما أنتَ منذرٌ ولكلّ قوم هاد ) (١).
كما لا يليق برحمة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يترك أُمّته بدون راع ، وبالخصوص إذا عرفنا أنّه كان يخشى على أُمته الفرقة (٢) والانقلاب على الأعقاب (٣) ، والتنافس على الدنيا (٤) ، حتى يضرب بعضهم رقاب بعض (٥) ، ويتبعوا سنن اليهود والنصارى (٦).
__________________
١ ـ الرعد : ٧.
٢ ـ سنن الترمذي ٤ : ١٣٤ وسنن أبي داود ٢ : ٣٩٠ وسنن ابن ماجة ٢ : ١٣٢١ ومسند أحمد بن حنبل ٢ : ٣٣٢ والمصنف لعبد الرزاق ١٠ : ١٥٦.
٣ ـ صحيح البخاري ٧ : ٢٠٩ كتاب الرقاق ، باب الحوض.
٤ ـ صحيح البخاري ٧ : ٢٠٩ كتاب الرقاق ، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها.
٥ ـ صحيح البخاري ٨ : ٩١ ، كتاب الفتن ، باب قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ترجعوا بعدي كفّاراً.
٦ ـ صحيح البخاري ٨ : ١٥١ ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ، باب قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم.