الناس قد انصرفوا واختبؤا هم من عمر ، وظنّوا أنّه قد علم بأمرهم (١).
وقال ابن كثير : قال السدي عن أبي مالك ، عن ابن عبّاس في هذه الآية ، قال : قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خطيبا يوم الجمعة فقال : « أخرج يا فلان ، إنّك منافق ، وأخرج يا فلان ، فإنّك منافق ، فأخرج من المسجد ناساً منهم فضحهم ، فجاء عمر وهم يخرجون من المسجد ، فاختبأ منهم حياء أنّه لم يشهد الجمعة ، وظنّ أنّ الناس قد انصرفوا واختبؤا هم من عمر ظنّوا أنّه قد علم بأمرهم (٢).
وقال ابن كثير : قال الإمام أحمد : حدّثنا وكيع ، حدّثنا سفيان ، عن سلمة ، عن عياض بن عياض ، عن أبيه ، عن أبي مسعود ، عقبة بن عمرو قال : خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطبة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثُمّ قال : « إنّ منكم منافقين ، فمن سمّيت فليقم » ، ثُمّ قال : « قم يا فلان ، قم يا فلان » ، حتّى سمّى ستّة وثلاثين رجلاً ... (٣).
وروى الطبراني في الأوسط عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَاب عَظِيم) ، قال : قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم جمعة خطيباً فقال : « قم يا فلان ، فاخرج فإنّك منافق ، أخرج يا فلان ، فإنّك منافق » فأخرجهم بأسمائهم ففضحهم ، ولم يكن عمر بن الخطّاب شهد تلك الجمعة لحاجة كانت له ، فلقيهم عمر وهم يخرجون من المسجد ، فاختبأ منهم استحياء هذه أنّه لم يشهد الجمعة ، وظنّ الناس قد انصرفوا ، واختبؤا هم من عمر ،
__________________
(١) تفسير الطبري ١١ : ١٥.
(٢) تفسير ابن كثير ٢ : ٣٩٩.
(٣) تفسير ابن كثير ٢ : ٣٩٩.