فظنّوا أنّه قد علم بأمرهم (١).
وفي مسند أحمد : عن أبي مسعود قال : خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطبة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثُمّ قال : « إنّ فيكم منافقين ، فمن سمّيت فليقم ، ثُمّ قال : قم يا فلان ، قم يا فلان ، قم يا فلان ، حتّى سمّى ستّة وثلاثين رجلاً ثُمّ قال : إنّ فيكم أو منكم ، فاتّقوا الله ، قال : فمرّ عمر على رجل ممّن سمّى مقنّع قد كان يعرفه ، قال : مالك؟ قال : فحدّثه بما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : بعداً لك سائر اليوم (٢).
وروى ابن حزم في المحلى عن ابن مسعود قال : خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر في خطبته ما شاء الله تعالى ثُمّ قال : « إنّ منكم منافقين ، فمن سمّيت فليقم ، ثُمّ قال : « قم يا فلان ، قم يا فلان ، قم يا فلان » ، حتّى عدّ ستة وثلاثين ، ثُمّ قال : إنّ منكم وإنّ فيكم فسلوا الله العافية ، فمرّ عمر برجل مقنّع قد كان بينه وبينه معرفة ، قال : ما شأنك؟ فأخبره بما قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال له عمر : تبّاً لك سائر اليوم (٣).
والسؤال الذي يرد : من هو فلان ، وفلان؟ ألم يكن يعرفهم المسلمون في ذلك الوقت؟ هل كانوا لوحدهم أو كان لهم بقيّة وأتباع؟ هل صاروا المتنفذين من الخلفاء والأمراء والولاة؟ هل هم من المعتمدين في رواية الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كتب أهل السنّة؟ لماذا وضع رواة الحديث بدل أسمائهم فلان وفلان؟ لماذا لجأ ذلك الصحابيّ المنافق والمقنّع بعد أنْ خرج من المسجد إلى عمر بن الخطّاب؟ ما هي علاقة عمر بذلك المنافق؟ لماذا لم يكن عمر في المسجد في تلك الحادثة؟
__________________
(١) المعجم الأوسط ١ : ٢٤٢.
(٢) مسند أحمد ٥ : ٢٧٣ ، مجمع الزوائد ١ : ١١٢.
(٣) المحلّى ١١ : ٢٢١.