قال شعبة فيهم (١). وروى هذا الحديث معظم صحاح وسنن أهل السنّة ، وأوردناه مفصلا في بحث اغتيال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
هؤلاء الذين كانوا على رأس مؤامرة اغتيال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والانقلاب عليه. أيضاً من هم ، أين هم ، ما موقعهم اليوم في كتب الحديث عند أهل السنّة. هل هم من رواة الإسلام ونقله ، هل لهم روايات تتعلّق بالأحكام الشرعيّة يتعبّد المسلم بها ربّه ، وهو لا يدري أنّها ربّما تكون من وضع ذلك المنافق أو ذاك. وأنا لا أشكّ في أنّ أولئك الصحابة الذين تجرّؤا على التخطيط لاغتيال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكونوا لوحدهم ، بل كان لهم شركاء ، وكانوا أيضاً من المتنفذين بين اصحابهم وشركائهم ، والمؤثّرين في أتباعهم.
وهذا الصنف من الصحابة من المقطوع أنّنا لا نستطيع أنْ نأخذ عنهم ديننا ; لأنّهم لا يدعون إلى الإسلام ، بل يصدّون عنه. وبما أنّ التاريخ قد أخفى أسماؤهم ، فهم غير معروفين للمسلمين. فكيف يستطيع المسلم أنْ يميّز في أخذه لدينه عن أولئك من غيرهم. وهذه معضلة كبيرة ، المخرج منها أنْ يلتزم المسلم مع من أمر الله باتّباعهم والاقتداء بهم ; لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لن تضلّوا ما إنْ تمسّكتم بهما (٢) ، أي أنّ الأخذ من جميع الصحابة غير مأمون العاقبة ، بينما الأخذ من أهل البيت لا يمكن أنْ يؤدّي إلى الضلال ، فإنّهم سلام الله عليهم لن يخرجوكم من هدى ، ولن يدخلوكم في ضلال كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثُمّ إنّ هناك العديد من الذين أسلموا في مكّة قبل الهجرة ، كان في قلبهم مرض ، هذا المرض ، وهو الشّك والارتياب ، وبعد الهجرة إلى المدينة انقلب إلى نفاق ، ولإثبات وجود هذا النوع من الصحابة ، أقدّم بين يديك الأدلّة المفصّلة على ذلك :
__________________
(١) صحيح مسلم ٨ : ١٢٢.
(٢) تقدم تخريج حديث الثقلين فيما سبق.