روى مسلم في صحيحه ، عن عائشة ، قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأقول : أتهب المرأة نفسها؟ فلمّا أنزل الله عزّ وجلّ (تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ) ، قالت : قلت : والله ما أرى ربك إلاّ يسارع لك في هواك (١).
وكانت تتمنّى موت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبلها حتّى لا يعرس بنسائه في بيتها.
روى أحمد في مسنده ، عن عائشة قالت : رجع إليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم من جنازة بالبقيع ، وأنا أجد صداعاً في رأسي ، وأنا أقول : وا رأساه ، قال : بل أنا وا رأساه ، قال : « ما ضرّك لو مت قبلي ، فغسّلتك وكفّنتك ثُمّ صلّيت عليك ودفنتك » ، قلت : لكنّي أو لكأنّي بك والله لو فعلت ذلك ، لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك ، قالت : فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثُمّ بدئ بوجعه الذي مات فيه (٢).
وكانت أيضاً في كثير من الأحيان تغضب على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا تطيق ذكر اسمه.
روى البخاري في صحيحه ، عن عائشة رضياللهعنها قالت : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « إنّي لأعلم إذا كنت عنّي راضية وإذا كنت عليّ غضبى » قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك؟ فقال : « أمّا إذا كنت عنّي راضية ، فإنّك تقولين : لا وربّ محمّد ، وإذا كنت غضبى ، قلت : لا وربّ إبراهيم » قالت : قلت أجل والله يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك (٣).
روى مسلم في صحيحه ، عن عائشة. قالت : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « إنّي لأعلم إذا كنتِ عنّي راضية ، وإذا كنت عليّ غضبى » قال : فقلت :
__________________
(١) صحيح مسلم ٤ : ١٧٤.
(٢) مسند أحمد ٦ : ٢٢٨.
(٣) صحيح البخاري ٦ : ١٥٨.