فرضت ركعتان ، فأقرّت صلاة السفر ، وأتمّت صلاة الحضر. قال الزهري : فقلتُ لعروة : ما بال عائشة تتم ، قال : تأولت ما تأوّل عثمان (١).
وروى مسلم في صحيحه ، عن عائشة : أنّ الصلاة أوّل ما فرضت ركعتين فأقرّت صلاة السفر وأتمّت الصلاة الحضر. قال الزهري : فقلت لعروة : ما بال عائشة تتمّ في السفر؟ قال : إنّها تأولت كما تأوّل عثمان (٢).
هذا ترك واضح للسنّة ، روته عائشة أم المؤمنين ، وهي بعدما روته ، تركته.
وأيضاً ، كانت عائشة من حلفاء معاوية بن أبي سفيان ، وحلفائه ضدّ أمير المؤمنين عليّ سلام الله عليه. حيث روي في مستدرك الحاكم وفي حلية أبي نعيم : أنّ معاوية بعث إلى عائشة أمّ المؤمنين بمائة ألف (٣) ، وروى ابن كثير أيضاً ، عن سعيد بن عبد العزيز قال : قضى معاوية عن عائشة أم المؤمنين ثمانية عشر آلاف دينار (٤).
كما وأخرج أبو نعيم عن عبد الرحمن بن القاسم قال : أهدى معاوية لعائشة ثياباً وورقاً وأشياء توضع في اسطوانها (٥).
ولم يكن بغضها فقط لأمير المؤمنين عليهالسلام ، بل امتدّ إلى ولده من بعده ، فقد منعت أنْ يدفن الإمام الحسن عليهالسلام بعد أنْ قتله معاوية بن أبي سفيان بالسمّ ، منعت من دفنه عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخرجت وهي تصيح ، راكبة على بغلة تستفز بني أميّة ، وتستعين بهم وبمروان بن الحكم اللعين على ذلك.
وكانت تصرخ وتقول : بيتي ، لا آذن فيه لأحد. وأرادت بذلك إشعال حرب أخرى بين المسلمين. حتّى قال لها بعض أقاربها ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل
__________________
(١) صحيح البخاري ٢ : ٣٦.
(٢) صحيح مسلم ٢ : ١٤٣.
(٣) المستدرك ٤ : ١٣ ، حلية الأولياء : ٢.
(٤) البداية والنهاية ٨ : ١٤٥.
(٥) حلية الأولياء ٢ : ٤٨.