الأحمر أتريدين أنْ يقال : يوم البغلة الشهباء (١).
ومع أنّها عاشت في فترة بني أميّة سمعت شتم وسبّ أمير المؤمنين على المنبر ، ولم تنكر عليهم ذلك. وإليك هذه الحادثة :
روى أحمد في مسنده عن عطاء بن يسار قال : جاء رجل ، فوقع في عليّ وعمّار عند عائشة فقالت : أمّا عليّ فلست قائلة لك شيئاً ، وأمّا عمّار ، فإنّي سمعت النبيّ يقول فيه لا يخيّر بين أمرين إلا اختار أرشدهما (٢).
وهناك مسألة خطيرة جدّاً ، وهي مسألة رضاعة الكبير :
في الموّطأ : أخبرنا مالك ، أخبرنا ابن شهاب ، وسئل عن رضاعة الكبير؟ فقال : أخبرني عُروة بن الزبير أنّ أباحُذيفة بن عُتبة بن ربيعة كان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، شهد بدراً ، وكان تبنى سالماً الذي يُقال له مولى أبي حذيفة ، كما كان تبنى رسول الله زيد بن حارثة فأنكح أبو حذيفة سالماً وهو يرى أنّه ابنه ، أنكحه ابنة أخية فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وهي من المهاجرات الأوّل ، وهي يومئذ من أفضل أيامي قريش ، فلمّا أنزل الله تعالى في زيد ما أنزل : (ادْعُوهُمْ لآِبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ) (٣) ، رد كُلّ أحد تبني إلى أبيه ، فإن لم يكن يعلم أبوه ، رد إلى موإليه. فجاءت سهلة بنت سهيل امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لؤي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيما بلغنا ، فقالت : كنّا نرى سالماً ولداً ، وكان يدخل عليّ ، وأنا فضل ، وليس لنا إلا بيت واحد ، فما ترى في شأنه؟ فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : فيما بلغنا : أرضعيه خمس رضعات ، فتحرم بلبنك أو بلبنها ، وكانت تراه ابناً من الرضاعة ، فأخذت بذلك عائشة فيمن تحب أنْ يدخل عليها من الرجال ، فكانت تأمر أمّ كلثوم وبنات أخيها
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٢٥.
(٢) مسند أحمد ٦ : ١١٣.
(٣) الأحزاب : ٥.