يرضعن من أحببن أنْ يدخل عليها ، وأبى سائر أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنْ يدخل عليهم بتلك الرضاعة أحد من الناس ، وقلن لعائشة : والله ما نرى الذي أمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سهلة بنت سهيل إلاّ رخصة لها في رضاعة سالم وحده من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد. فعلى هذا كان رأي أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في رضاعة الكبير (١).
بعد كُلّ ذلك ، هل يستأمن أحد من المسلمين ، من امتلك تلك الصفات ، أنْ ينقل له أحكام دينه ، أو نصفها أو ربعها.
بعد هذا البحث المختصر ، أظنّه لا يوجد أىّ مجال للشكّ أو التردّد عند كُلّ ذي عقل سليم. ومنصف ونزيه ، بعيد عن العاطفة والتعصب ، لا يبقى مجال للشكّ في أنّ أهل البيت سلام الله عليهم أحقّ أنْ يتبعوا ، لأنّهم ورثة العلم ، وسفينة النجاة ، وهم الذين نزلت الآيات وجاءت الأحاديث تدلّ على الاقتداء بهم. ولم تأتِ أيّة آية أو حديث صحيح يدلّ على غير ذلك.
وأحبّ أنْ ألفت نظر القارئ العزيز ، أنّني لم أضع تفاصيل أكثر عن الصحابة وسيرهم خوفاً من ملل القارئ ، ولكن من أراد المزيد فالكتب مليئة لمن أراد النظر والبحث للوصول إلى الحقيقة.
__________________
(١) الموطأ برواية محمّد بن الحسن ٢ : ٥٧٩.