اغتيال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
تعرّض رسول الله محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم لعدّة محاولات لاغتياله ، وكانت تلك المحاولات من جهات متعدّدة ، خصوصا تلك التي كانت من اليهود في المدينة المنورة ، لكنّني في هذا البحث سوف أتعرّض لذكر ما هو مرتبط في بحثنا ، فهل قام الصحابة بمثل ما فعل اليهود والنصارى مع أنبيائهم ورسلهم؟ فبعد أنْ بينت لك في البحث السابق بعض مقامات النبوّة والرسالة ، خصوصاً ما يتعلّق بعصمة الرسول الأكرم ، وما يتعلّق بالوصيّة ، أقدّم بين يديك الإجابة على السؤال المطروح في هذا البحث.
فهذه إحدى المحاولات لاغتيال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث كانت محاولة محبوكة بشكل دقيق ومخطّط لها مسبقاً ، بالتنسيق مع من كانوا في المدينة من المنافقين من الصحابة ومع اليهود والنصارى.
حيث جهّز المنافقون وضعهم في المدينة لما بعد عملية الاغتيال ، وكانوا قد أعدوا مسجداً خارج المدينة والذي وصفه الله بقوله : (مَسْجِدًا ضِرَارًا) (١) ، حتّى يكون مركزا للقيادة الجديدة ، والتي خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى تبوك من أجل تنفيد عملية الاغتيال.
وقد كان المنافقون من الصحابة قد دعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للصلاة في ذلك المسجد قبل خروجه إلى غزوة تبوك ، حتّى يكتسب المسجد شرعية أمام الناس ، لكنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبرهم أنّه عند ما يعود من تبوك يكون الأمر ما يكون ، ولم يصلّ فيه ،
__________________
(١) التوبة : ١٠٧