حتّى لا يتحقّق لأولئك المنافقين مرادهم.
بينما كان اثنا عشر صحابياً خرجوا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى تبوك لتنفيذ مهمّتهم التي خطّطوا لها مع من بقى من المنافقين في المدينة لقتل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أثناء عودته من تبوك. ولذلك كان للعمليّة عدّة أدوار ، دور بناء المسجد وإيجاد نوع من الشرعيّة له ، ثُمّ دور للمنافقين من الصحابة الذين كانت مهمتهم تهيئة المدينة لما بعد المؤامرة ، وكذلك إفراغها من أيّ مصدر يشكّل خطراً عليهم وعلى مؤامرتهم ، والدور الثالث هو دور الصحابة الذين خرجوا إلى تبوك من أجل تنفيذ عملية القتل.
ويجب على كُلّ صاحب عقل سوىّ أنْ يعتقد أنّ المؤامرة الموجّهة ضدّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، هي ضدّ الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم والمسلمين ، ومن أجل ضرب الإسلام ، والصدّ عن سبيل الله واستبدال القيادة الإسلاميّة ومنهجها بقيادة ومنهج جديدين.
وإنّني أعتقد أنّ أولئك الصحابة المنافقين لم يكن عندهم ذرّة من الإيمان بأنّ الله قويّ عزيز سميع بصير ، وأنّ الله أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ، وأنّ الله قادر على حماية رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ودعوته ، فلو كان عند أولئك المتآمرين ذرّة من الإيمان بالله ، أو ذرّة من الإيمان بنبوّة ورسالة محمّد صلىاللهعليهوآله ، أو كان عندهم ذرّة من الخوف من الله تعالى ، لما قاموا بتلك المؤامرة.
لقد قام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي أوتي علم الأوّلين والآخرين بخطوات عدّة من أجل إفشال مخطّط أولئك المنافقين من الصحابة ، فهو لم يستجب لطلبهم منه صلىاللهعليهوآله ، فلم يصلّ في مسجدهم ، وأيضاً ترك أمير المؤمنين في المدينة المنوّرة حتّى لا يعيث المنافقون فيها فساداً أثناء غيابه عنها.
أمّا ما يتعلق بمسجد الضرار ، فبعد نجاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعودته من تلك