فمررننا بحديقة ، فقال عليّ رض الله تعالى عنه : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله : فقال : حديقتك في الجنّة أحسن منها « ثمّ أومأ بيده إلى رأسه ولحيته ، ثمّ بكى حتّى علا بكاؤه. قلت : ما يبكيك؟ قال : « ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتّى يفقدوني » (١).
وكذلك اخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المسلمين بأنّ الحقّ مع عليّ ، وعليّ مع الحقّ وأنّه سوف يقاتل على التأويل ، كما قاتل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على التنزيل.
روى المتقي الهندي في كنز العمال ، أنّ النبيّ قال : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله ، قيل : أبو بكر وعمر ، قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل ، يعني عليّاً (٢).
وفي كنز العمّال عن ( مسند أبي سعيد ) قال : كنّا جلوساً في المسجد ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فجلس إلينا ، ولكأنّ على رؤوسنا الطير ، لا يتكلّم منّا أحد فقال : « إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن ، كما قوتلتم على تنزيله ، فقام أبو بكر فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : « لا « فقام عمر فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : « لا ، ولكنّه خاصف النعل في الحجرة » ، فخرج علينا عليّ (٣).
وفي مجمع الزوائد : عن أبي سعيد قال : كنّا جلوساً ننتظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال : فقمنا معه فانقطعت نعله ، فتخلّف عليها عليّ يخصفها ، ومضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ومضينا معه ، ثمّ قام ينتظره ، وقمنا معه ، فقال : « إني منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن ، كما قاتلت على تنزيله ».
__________________
(١) المعجم الكبير ١ : ٦٠ ـ ٦١ ، وعنه.
(٢) كنز العمّال ١١ : ٦١٣.
(٣) المصدر نفسه ١٣ : ١٠٧.