فاستشرفنا ، وفينا أبو بكر وعمر ... فقال : « لا ، ولكنّه خاصف النعل ». قال : فجئنا نبشّره ، قال : فكأنّه قد سمعه (١).
وكذلك أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الصحابيّ الجليل عمّار بن ياسر ألذي بعهده مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبره بأنّ يلتزم مع أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام. وأخبره أنّ قتله سيكون على يد الفئة الباغية.
روى في مسند أحمد : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، حدّثنا بن أبي عدي ، عن داود ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ببناء المسجد ، فجعلنا ننقل لبنة لبنة ، وكان عمّار ينقل لبنتين لبنتين ، فتترّب رأسه. قال : فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، أنّه جعل ينفض رأسه ، ويقول : « ويحك يا ابن سميّة » تقتلك الفئة الباغية » (٢).
وفي سنن الترمذي قال : حدّثنا أبو مصعب المديني ، أخبرنا عبد العزيز بن محمّد ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « أبشر يا عمّار ، تقتلك الفئة الباغية » (٣)
روى البخاري في صحيحه ، حدّثنا مسدّد قال : حدّثنا عبد العزيز بن مختار قال : حدّثنا خالد الحذّاء ، عن عكرمة : قال لي ابن عبّاس ، ولابنه عليّ : انطلقا إلى أبي سعيد ، فاسمعا من حديثه ، فانطلقنا ، فإذا هو في حائط يصلحه ، فأخذ رداءه فاحتبى ، ثمّ أنشأ يحدثنا ، حتّى أتى ذكر بناء المسجد ، فقال : كنّا نحمل لبنة لبنة ، وعمّار لبنتين لبنتين ، فرآه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فينفض التراب عنه ، ويقول : « ويح عمّار ، تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنّة ، ويدعونه إلى النار » قال : يقول
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ : ١٣٣.
(٢) مسند أحمد ٣ : ٥.
(٣) سنن الترمذي ٥ : ٣٣٣.