عمّار : أعوذ بالله من الفتن (١).
روى البخاري في صحيحه ، حدّثنا إبراهيم بن موسى : أخبرنا عبد الوهاب ، حدّثنا خالد ، عن عكرمة : أنّ ابن عبّاس قال له ولعليّ بن عبد الله : أئتيا أبا سعيد ، فاسمعا من حديثه ، فأتيناه وهو وأخوه في حائط لهما يسقيانه ، فلمّا رآنا ، جاء فاحتبى وجلس ، فقال : كنّا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة ، وكان عمّار ينقل لبنتين لبنتين ، فمرّ به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، ومسح عن رأسه الغبار ، وقال : « ويح عمّار ، تقتله الفئة الباغية ، عمّار يدعوهم إلى الله ، ويدعونه إلى النار » (٢).
وفي ينابيع المودّة عن علقمة ، والأسود قالا : أتينا أبا أيّوب الأنصاري فقلنا : يا أبا أيّوب ، إنّ الله تعالى أكرمك بنبيّه إذ أوحى إلى راحلته تبرك إلى بابك ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله صنع لك فضيلة ، الله فضّلك بها أخبرنا بمخرجك مع عليّ عليهالسلام ...
فقال أبو أيّوب : فإنّي أقسم لكما بالله تعالى ، والنبيّ صلّى الله عليه وآلة معي في هذا البيت الذي أنتما فيه معي ، وما في البيت غير رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّ جالس عن يمينه ، [ وأنا جالس عن يساره ] ، وأنس قائم بين يديه ، إذ حرك الباب فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : اُنطر إلى الباب ، من بالباب؟ فخرج أنس فقال : يا رسول الله هذا عمّار ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « افتح لعمّار الطيّب المطيّب » ، ففتح أنس الباب فدخل عمّار على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : « يا عمّار ، ستكون في أمّتي هنات حتّى يختلف السيف فيما بينهم ، وحتّى يقتل بعضهم بعضا ، فإذا رأيت ذلك ، فعليك بهذا الأصلع عن يميني ، يعني عليّ بن أبي طالب ، إنْ سلك الناس كلّهم وادياً ، وسلك عليّ وادياً ، فاسلك وادي عليّ وخلّ عن الناس ، يا
__________________
(١) صحيح البخاري ١ : ١١٥.
(٢) صحيح البخاري ٣ : ٢٠٧.