عمّار ، عليّاً لا يردّك عن هدى ، ، ولا يدلّك على ردى ، يا عمّار ، [ و ] طاعة عليّ طاعتي ، وطاعتي طاعة الله » (١).
وكذلك كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد حدّث أمير المؤمنين إمام المسلمين على أنّه سوف يُقتل ، وأنّ قاتله هو أشقى الآخرين.
روى المتقي الهندي في كنز العمال وقال : عن صهيب ، عن عليّ قال : قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « من أشقى الأولين »؟ قلت : عاقر الناقة ، قال : « صدقت ، فمن أشقى الآخرين »؟ قلت : لا علم لي يا رسول الله! قال : الذي يضربك على هذه « وأشار بيده إلى يافوخه ، وكان يقول : وددت أنّه قد انبعث أشقاكم يخضب هذه من هذه ، يعني لحيته من دم رأسه » (٢).
عن أبي الطفيل قال : كنت عند عليّ بن أبي طالب ، فأتاه عبد الرحمن بن ملجم ، فأمر له بعطائه ثمّ قال : ما يحبس أشقاها ، يخضّبها من أعلاها ، يخضّب هذه من هذه ، وأومأ إلى لحيته ، ثمّ قال عليّ :
أشدد حيازيمك للموت |
|
فإنّ الموت آتيك |
ولا تجزع من القتل |
|
إذا حلّ بواديك (٣) |
وفي مجمع الزوائد للهيثمي قال : وعن أبي سنان الدؤلي ، أنّه عاد عليّاً في شكوى اشتكاها فقال له : لقد تخوّفنا عليك في شكواك هذه. فقال : ولكنّي والله ما تخوفت على نفسي منه لأنّي سمعت الصادق المصدّق صلّى الله عليه وسلّم يقول : « إنّك ستضرب ضربة هنا ، وضربة ها هنا ، وأشار إلى صدغه ، فيسيل دمها حتّى
__________________
(١) ينابيع المودّة ٢ : ٢٨٧.
(٢) كنز العمّال ١٣ : ١٨٩.
(٣) المصدر نفسه ١٣ : ١٨٧.