ذكر أبو الفرج الأصفهاني أنّه « لمّا أنْ جاء عائشة قتل عليّ عليهالسلام سجدت » (١) أي سجدت لله شكراً.
وبعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وانتقاله للرفيق الأعلى ، بدأت حملة العداء والبغض والحسد تظهر ، كما أخبر بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأوّل شيء قاموا به أنْ أخذوا حقّه عليهالسلام في الخلافة ، ذلك الحقّ الذي أكرمه الله به ، وأعطاه إيّاه على مرأى ومسمع من كلّ المسلمين على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذي لا ينطق عن الهوى ، فنزعوا منه حقّه في الخلافة.
وفي حادثة السقيفة المشؤومة ، بعد أنْ تناسوا أمر الله وبيعتهم لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على وصاية وخلافة أمير المؤمنين عليهالسلام عليّ بن أبي طالب ، وتناسوا وجود جثمان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الطاهر في بيته ، وتركوه في بيته مع عليّ ، ومع ثلّة من الأوفياء والأتقياء من بني هاشم ، وبعض الصحابة ، أمّا أولئك أصحاب السقيفة ، فكانوا في شغل شاغل في الدنيا ومقاماتها الفانية.
ثمّ بعد أنْ انتزعوا الخلافة من صاحبها ، ووضعوها في غير موضعها ، قاموا بمحاولة قتل أمير المؤمنين عليهالسلام والسيّدة الزهراء عليهاالسلام. وإسقاط جنينها محسن ، وقاموا بإحراق باب بيت أمير المؤمنين.
بعد ذلك قاموا باغتيال أمير المؤمنين من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فلم يجعلوا له وجوداً بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتّى قتل الخليفة الثالث عثمان ، وبويع لأمير المؤمنين عليّ عليهالسلام بالخلافة في بيعه لم يتوقعها خصومه ، وبدأوا يثيرون الفتن والقلاقل ضدّه فكانت معركة الجمل التي قادتها عائشة أمّ المؤمنين التي نسيت أو تناست تحذير رسول الله لها.
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٢٧.