الباغي والطالب بغير الحقّ.
والتقى عليّ والزبير ، فقال له عليّ : أتذكر قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : إنّك تقاتلني فتركه ...
ونادى على طلحة من بعد : ما تطلب؟ قال : دم عثمان. قال : قاتل الله أولانا بدم عثمان. ألم تسمع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول : « اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله » وأنت أوّل من بايعني ونكث (١).
وهناك تفاصيل دقيقة لمعركة الجمل في كتب عديدة عند أهل السنّة ، أرجو من القارئ العزيز أنْ يرجع إليها ; لأنّ المقام لا يسع لذكر كلّ تفاصيل المعركة التي قادتها أمّ المؤمنين عائشة.
ثمّ كانت معركة صفّين ، حينما قاتل معاوية بن أبي سفيان وأتباعه ، أمير المؤمنين عليهالسلام ، وخرجوا على إمام زمانهم حيث قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه : وحدثني وهب بن بقية الواسطي ، حدّثنا خالد بن عبد الله ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « إذا بويع لخليفتين ، فاقتلوا الآخر منهما » (٢).
وفي حديث عبد الله بن عمرو ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، أنّه سمعه يقول : « ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه ، فليطعه إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر » رواه مسلم أيضاً (٣) ، ومن حديث عرفجة : « فاضربوه بالسيف كائناً من كان » (٤) ، وهذا أدل دليل على منع إقامة إمامين ، ولأنّ
__________________
(١) العواصم من القواصم ١ : ١٥١ ـ ١٥٣.
(٢) صحيح مسلم ٦ : ٢٣.
(٣) المصدر نفسه ٦ : ١٨.
(٤) المصدر نفسه ٦ : ٢٢.