وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « من سبّ عليّاً فقد سبّني » وإليك بعض الروايات :
روى الحاكم وغيره ، حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان ، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التيمي ، ثنا جندل بن والق ، ثنا بكير بن عثمان البجليّ ، قال سمعت أبا إسحاق التميمي يقول : سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول : حججت وأنا غلام ، فمررت بالمدينة ، وإذا الناس عنق واحد ، فاتبعتهم ، فدخلوا على أمّ سلمة زوج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فسمعتها تقول : يا شبث بن ربعي ، فأجابها رجل جلف جاف ، لبيك يا أمتاه. قالت : يسبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ناديكم؟ قال : وأنّي ذلك؟ قالت : فعليّ بن أبي طالب. قال : إنّا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا. قالت : فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « من سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله تعالى » (١).
قال ابن المنذر أجمع عامّة أهل العلم على أنّ من سبّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، عليه القتل. وممّن قال ذلك مالك ، والليث ، وأحمد ، وهو مذهب الشافعي (٢).
هؤلاء القوم من بني أميّة ، الذين أذّنوا بسبّ عليّ بن أبي طالب وأبغضوه ، وقتلوا أتباعه وشيعته ، هؤلاء الذين حذّر منهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولعنهم ، لكن الأمّة لم تسمع ولو كانت الأمّة تسمع لنظروا واعتبرو من حديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعمّار بن ياسر رضياللهعنهما حيث قال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم « تقتلك الفئة الباغية » (٣) ، وكان معروفاً من هي الفئة الباغية ، تلك الفئة التي قابلت الحقّ واضطهدته ، وأبغضته وحاربته ، تلك الفئة هي فئة معاوية ، وعمرو بن العاص ، الذين حوّلوا نعمة الحقّ الذي مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، حولوها إلى جحود وكفر ، بعد أن
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢١.
(٢) اُنظر تفسير القرطبي ٨ : ٨٢.
(٣) وقد تقدّم ذكره.