أكمل الله ديننا بها ، وأتم نعمته علينا بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام هؤلاء هم الفئة الباغية التي كان هلاك أمّة محمّد ، ودين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم على أيديهم ، فهم لم يغتالوا أمير المؤمنين عليهالسلام فقط ، بل حاولوا جاهدين الانتقام من محمّد ودين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قال السيوطي : أخرج البخاري في تاريخه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن عمر بن الخطّاب رضياللهعنه في قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا) (١) ، قال : هما الأفجران من قريش : بنو المغيرة ، وبنو أميّة. فأمّا بنو المغيرة ، فكفيتموهم يوم بدر. وأمّا بنو أميّة ، فمتّعوا إلى حين (٢).
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، وابن مردويه ، والحاكم وصحّحه من طرق ، عن عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه في قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا) ، قال : هما الأفجران من قريش ، بنو أميّة ، وبنو المغيرة. فأمّا بنو المغيرة ، فقطع الله دابرهم يوم بدر ، وأمّا بنو أميّة ، فمتّعوا إلى حين (٣).
وأخرج ابن مردويه ، عن عليّ رضياللهعنه ، أنّه سئل عن : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا) ، قال : بنو أميّة ، وبنو مخزوم ، رهط أبي جهل (٤).
ثمّ جاءت معركة النهروان ، والتي قاتل فيها أمير المؤمنين عليهالسلام الخوارج.
لمّا عاد عليّ عليهالسلام للقاء الخوارج وكانوا عند النهر ، جاءته الأنباء أنّهم قد عبروا الجسر ، فقال : « والله ما عبروا ، ولا يقطعونه حتّى نقتلهم بالرميلة دونه »! ثمّ تواترت عليه الأخبار بعبورهم ، وهو يأبى ذلك ويحلف أنّهم لن يعبروه و « أنّ
__________________
(١) إبراهيم : ٢٨.
(٢) الدر المنثور ٤ : ٨٤ ـ ٨٥.
(٣ ـ ٤) الدر المنثور ٤ : ٨٤ ـ ٨٥.