الثدي » أو بما معناه (١).
وأخرج أبو يعلى في مسنده ، كما في ترجمة ذي الثدية من إصابة ابن حجر ـ عن أنس قال : كان في عهد رسول الله رجل يعجبنا تعبّده واجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، باسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينا نحن نذكره ، إذ طلع الرجل قلنا : هو هذا ، قال : إنّكم لتخبروني عن رجل ، إنّ في وجهه لسفعة من الشيطان ، فأقبل حتّى وقف عليهم ولم يسلّم ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « أنشدك الله ، هل قلت حين وقفت على المجلس : ما في القوم أحد أفضل منّي أو خير مني »؟ قال : اللهمّ نعم ، ثمّ دخل يصلي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من يقتل الرجل ، فقال أبو بكر : أنا ، فدخل عليه فوجده يصلّي ، فقال : سبحان الله ، أقتل رجلاً يصلّي ، فخرج ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « ما فعلت »؟ قال : كرهت أنْ أقتله وهو يصلّي ، وأنت نهيت عن قتل المصلّين ، قال : « من يقتل الرجل »؟ قال عمر : أنا ، فدخل فوجده واضعا جبهته ، فقال عمر : أبو بكر أفضل منّي ، فخرج ، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « مَه »؟ قال : وجدته واضعا جبهته لله ، فكرهت أن أقتله ، فقال : « من يقتل الرجل »؟ فقال عليّ : أنا ، فقال : « أنت إن أدركته ، فدخل عليه ، فوجده خرج ، فرجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فقال : « مَه »؟ قال : وجدته قد خرج ، قال : « لو قتل ما اختلف من أمّتي رجلان » (٢).
ذكر ابن كثير أنّ سعد بن أبي وقّاص قال بعد موقعة النهروان : « قتل عليّ بن أبي طالب شيطان الردهة » (٣) ، وقال عليّ بعد الموقعة أما إنّ خليلي أخبرني أنّهم ثلاثة أخوة من الجنّ ، هذا أكبرهم » (٤).
__________________
(١) اُنظر البداية والنهاية ٧ : ٣٢١ ـ ٣٣٦.
(٢) الإصابة ٢ : ٣٤١ ، عن مسند أبي يعلى ١ : ٩٠ ـ ٩١.
(٣) البداية والنهاية ٧ : ٣٣٠.
(٤) مسند أحمد ١ : ١٤١ ، المستدرك على الصحيحين ٤ : ٥٣٣.