وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبر عن المعارك الثلاث ، فقد روى المتقي الهندي في كتابه كنز العمّال وقال : عن أبي صادق قال : قدم علينا أبو أيّوب الأنصاري ، العراق ، فقلت له : يا أبا أيّوب! قد كرّمك الله بصحبة نبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، وبنزوله عليك ، فما لي أراك تستقبل الناس تقاتلهم؟ تستقبل هؤلاء مرّة ، وهؤلاء مرّة ، فقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عهد إلينا أنْ نقاتل مع عليّ الناكثين ، فقد قاتلناهم ، وعهد إلينا أنْ نقاتل معه القاسطين ، فهذا وجهنا إليهم ـ يعني معاوية وأصحابه ـ وعهد إلينا أنْ نقاتل مع عليّ المارقين ، فلم أرهم بعد (١).
وعن ابن مسعود قال : خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فأتى منزل أمّ سلمة ، فجاء عليّ. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « يا أمّ سلمة! هذا والله ، قاتل القاسطين والناكثين والمارقين بعدي » (٢).
روى الطبراني في معجمه وقال : حدّثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا محمّد بن الصباح الجرجراني ، ثنا محمّد بن كثير ، عن الحارث بن حصيرة ، عن أبي صادق ، عن محنف بن سليم قال : أتينا أبا أيّوب الأنصاري ، وهو يعلف خيلا له بصعنبى ، فقلنا عنده ، فقلت له : أبا أيّوب ، قاتلت المشركين مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ثمّ جئت تقاتل المسلمين. قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمرني بقتال ثلاثة : الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، فقد قاتلت الناكثين ، وقاتلت القاسطين ، وأنا مقاتل إنْ شاء الله المارقين ، بالسعفات ، بالطرقات ، بالنهروان ، وما أدري ما هم (٣).
ثمّ قام ابن ملجم لعنه الله ، الذي ربّاه عمر بن الخطّاب في مصر ، تحت ولاية عمرو بن العاص ، بقتل أمير المؤمنين عليهالسلام في الكوفة ، في التاسع عشر من شهر
__________________
(١) كنز العمّال ١١ : ٣٥٢.
(٢) تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٧٠.
(٣) المعجم الكبير ٤ : ١٧٢.