رمضان ، في مسجد الكوفة ، وهو في محرابه ، والعجيب أنّ الصحابة في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كانوا يعلمون بأمر قتل الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وكذلك اسم قاتله ، وأوصافه ، فكيف بعد كلّ ذلك يقرّبونه ويمكّنونه من الناس ، مدّعين أنّه عالم بالفقه والقرآن.
قال ابن حجر في لسان الميزان : « قال أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر : عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، أحد بني مدرك ، أي : حيّ من مراد ، شهد فتح مصر واختطّ بها داراً ، يقال : إنّ عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه ; لأنّه كان من قرّاء القرآن ، وكان فارس قومه المعدود فيهم بمصر ، وكان قرأ على معاذ بن جبل ، وكان من العبّاد ، ويقال : إنّه كان أرسل ضبيع ( صبيغ ) بن عسل إلى عمر يسأل عن مشكل القرآن ، وقيل : إنّ عمر كتب إلى عمرو أنْ قرّب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ، ليعلّم الناس القرآن والفقه ، فوسّع له ، فكان داره إلى جنب دار ابن عديس ، وهو الذي قتل عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه (١).
وقال السمعاني في الأنساب : يقال : إنّ عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه ... ، وقيل : إنّ عمر بن الخطّاب رضياللهعنه كتب إلى عمرو بن العاص : أنْ قرّب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ، ليعلّم الناس القرآن والفقه ، فوسّع له مكان داره التي في الراية في الزيارتين إلى جانب دار ابن عديس البلوي ، قاتل عثمان رضياللهعنه (٢).
روى الحاكم في مستدركه ، عن الشعبي قال : لمّا ضرب ابن ملجم عليّاً تلك الضربة ، أوصى به عليّ فقال : « قد ضربني ، فأحسنوا إليه ، وألينوا له فراشه ، فإن أعش فعفو أو قصاص ، وإنْ أمت فعالجوه ، فإنّي مخاصمه عند ربّي عزّ وجلّ » (٣).
__________________
(١) لسان الميزان ٣ : ٤٤٠.
(٢) الأنساب ١ : ٤٥١.
(٣) المستدرك ٣ : ١٤٤.