أعمامك ، فأملى الله لهم إلى حين (١).
وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، وابن مردويه ، والحاكم وصحّحه ، من طريق ، عن عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه في قوله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْرًا ) ، قال : هما الأفجران من قريش ، بنو أميّة وبنو المغيرة. فامّا بنو المغيرة ، فقطع الله دابرهم يوم بدر. وأمّا بنو أميّة ، فمتّعوا إلى حين.
فأوّل ما بدأ به معاوية هو أنْ أمر بسبّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه على المنابر ، وبقيت هذه السنّة أكثر من نصف قرن من الزمان ، حتّى شاب عليها الصغير ، وهرم عليها الكبير ، مع أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد نهى وحذّر المسلمين من سبّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
روى الحاكم في مستدركه ، حدّثنا أبو جعفر ، أحمد بن عبيد الحافظ ، بهمدان ، ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التيميّ ، ثنا جندل بن والق ، ثنا بكير بن عثمان البجليّ قال : سمعت أبا إسحاق التميمي يقول : سمعت أبا عبد الله الجدليّ يقول : ثمّ حججت وأنا غلام ، فمررت بالمدينة ، وإذا الناس عنق واحد ، فاتبعتهم ، فدخلوا على أمّ سلمة زوج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فسمعتها تقول : يا شبيب بن ربعي ، فأجابها رجل جلف جاف : لبيك يا أمّتاه. قالت : يسب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ناديكم؟ قال : وأنّى ذلك؟ قالت : فعليّ بن أبي طالب؟ قال : إنّا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا. قالت : فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « من سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله » (٢).
وعن ابن عبّاس قال أشهد بالله ، لسمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
__________________
(١) المصدر نفسه ٤ : ٨٤.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢١.