يقول : « من سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ، ومن سبّ الله أدخله الله عزّ وجلّ نار جهنم وأكبّه الله على منخريه » (١).
وقد ضمّ معاوية إلى حاشيته عدداً من الصحابة المنافقين ; للحديث إلى الناس بما يريد ، على أنّه من سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. كما وشجّع على وضع الحديث ، وكان يعطي الجوائز على كلّ من يضع حديثاً في فضل عثمان ، أو عمر ، أو أبي بكر. وبالتالي كانت سياسته مع السنّة وضع الأحاديث على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانت تلك الأحاديث تصنع فضائل لمن لم يذكر له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فضائل ، وأيضاً تحويل الكثير من المؤامرات التي حصلت في عصر الخلافة الأول ، وكثير من الحوادث الفاضحة ، من مثالب إلى فضائل ; باستخدام مهارة جهاز خصّصه لوضع الحديث.
وبالتالي تظهر فضائل لأناس لم يستحقّوها بمستوى فضائل أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، وأيضاً منُعٌ من الحديث في كلّ ما يتعلّق بأهل البيت ، فمنعَ ذلك وعاقب عليه أشدّ العقاب ، وبسبب ذلك ; عانى شيعة أهل البيت في تلك الفترة معاناة شديدة من قتل وتشريد وحرق للأشخاص وللبيوت وكلّ ما يخطر على بالك من أنواع العذاب ، في المقابل أغدق الكثير من المال على من كان في صفّه ، ويضع الحديث لمصلحته ولمصلحة دنياه الفانية ، كلّ ذلك أدّى إلى مزيد من الضياع لسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عند اهل السنّة والجماعة ، فهكذا سمّاهم معاوية ، وأطلق عليهم هذا الاسم ، فهم أهل سنّة سبّ عليّ بن أبي طالب. والجماعة التي اتّفقت على أنْ لا تجتمع تحت ولاية أهل البيت سلام الله عليهم.
وإليك عزيزي القارئ نصّاً لما أرسل معاوية إلى الأمصار والولايات الإسلامية من أجل تطبيع سياسته في الإجهاز على السنّة النبويّة والقضاء عليها.
__________________
(١) ذخائر العقبى : ٦٦.