أحبّت أنْ يدخل عليها من الرجال وأبى سائر أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنْ يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحدٌ من الناس ، وقلن : والله ما نرى الذي أمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سهلة بنت سهيل إلا رخصة من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في رضاعة سالم وحده ، لا والله لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد ، فعلى هذا كان رأي أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في رضاعة الكبير (١).
جعلوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يستر عورته ، ولا عورة نسائه ، ولا يستحي من الله :
روى مسلم في صحيحه ، حدّثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد ، حدّثني أبي ، عن جدّي ، حدّثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن يحيى بن سعيد بن العاص ، أنّ سعيد بن العاص أخبره أنّ عائشة زوج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعثمان حدّثاه ، أنّ أبا بكر استأذن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو مضطجع على فراشه ، لابس مرط عائشة ، فأذن لأبي بكر وهو كذلك ، فقضى إليه حاجته ثُمّ انصرف ، ثُمّ استأذن عمر ، فأذن له وهو على تلك الحال ، فقضى إليه حاجته ثُمّ انصرف ، قال عثمان : ثُمّ استأذنت عليه ، فجلس ، وقال لعائشة : « اجمعي عليك ثيابك » ، فقضيت إليه حاجتي ، ثُمّ انصرفت ، فقالت عائشة : « يا رسول الله! ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان »؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « إنّ عثمان رجل حيي وإنّي خشيت إن أذنت له على تلك الحال أنْ لا يبلغ إليّ في حاجته » (٢).
وروى المتقي الهندي في كنز العمّال ، عن سعيد بن العاص ، أنّ عائشة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى الله عليه وسلّم وعثمان حدّثاه أنّ أبا بكر استأذن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة ، فإذن لأبي بكر
__________________
(١) الموطّأ ٢ : ٦٠٥ ـ ٦٠٦.
(٢) صحيح مسلم ٧ : ١١٧.