خمراً ، ولا يتناوله اسم الخمر ، وإنّما يسمّى نبيذاً ، وقال الشاعر :
تركت النبيذ لأهل النبيذ |
|
وصرت حليفا لمن عابه |
شراب يدنّس عرض |
|
الفتى ويفتح للشرّ أبوابه (١) |
وقال القرطبي في الجامع لإحكام القرآن : وحكى الفراء عن العرب ، طين لاتب بمعنى لازم ، والأتب الثابت ، تقول منه : لتب يلتب لتبا ولتوبا ، مثل : لزب يلزب بالضمّ لزوبا ، وأنشد أبو الجراح في اللاتب :
فإنْ يك هذا من نبيذ شربته |
|
فإنّي من شرب النبيذ لتائب |
صداع وتوصيم العظام وفترة |
|
وغمّ مع الإشراق في الجوف لاتب (٢) |
وذكر في تحفة الأحوذي شرح الترمذي : يقال للخمر : المعتصر من العنب نبيذ ، كما يقال للنبيذ خمر ، قاله ابن الأثير في النهاية (٣).
وفي لسان العرب ويقال للخمر المعتصرة من العنب : نبيذ ، كما يقال للنبيذ : خمر (٤).
جعلوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يعرف من أمر الدنيا شيئاً :
روى مسلم في صحيحه ، عن أنس أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرّ بقوم يلقّحون ، فقال : « لو لم تفعلوا لصلح » قال : فخرج شيصاً ، فمرّ بهم فقال : « ما لنخلكم؟ قالوا : قلت : كذا وكذا. قال : « أنتم أعلم بأمر دنياكم » (٥).
وفي فيض القدير : روى أحمد عن طلحة قال : مررت مع رسول الله صلّى
__________________
(١) الجامع لأحكام القرآن « تفسير القرطبي » ٦ : ٢٩٤.
(٢) تفسير القرطبي ١٥ : ٦٩.
(٣) تحفة الأحوذي ١ : ٤٥.
(٤) لسان العرب ٣ : ٥١١.
(٥) صحيح مسلم ٧ : ٩٥.