كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو يسكت » (١).
ومما يدلُّ علىٰ كمال فهمها وفطنتها ، أنّها كانت تجيب عن بعض المشكلات التي يعجز عن حلّها علماء الصحابة في زمانها.
فقد روي عن علي عليهالسلام : « أنّه كان عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : أيّ شيء خير للمرأة ؟ فسكتوا ، فلما رجع ، قال لفاطمة ، أي شيء خير للنساء ؟ قالت : لا يراهن الرجال. فذكر ذلك للمصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : إنّما فاطمة بضعة مني ».
قال المنّاوي : رواه البزار ، وفيه دليل علىٰ فرط ذكائها ، وكمال فطنتها ، وقوة فهمها ، وعجيب إدراكها (٢).
وروىٰ الراوندي في النوادر مسنداً عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : « سأل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصحابه عن المرأة ماهي ؟ قالوا : عورة. قال : فمتىٰ تكون أدنىٰ من ربها ؟ فلم يدروا ، فلمّا سمعت فاطمة عليهاالسلام ذلك قالت : أدنىٰ ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّ فاطمة بضعة مني » (٣).
وكان بيت الزهراء عليهاالسلام بمثابة المدرسة الاُولىٰ لتعليم النساء في الإسلام حيث كن يقصدنها عليهاالسلام لينهلن من معارفها ، ويقتبسن من أنوارها ، ويستلهمن من روحانيتها ومكارمها ، وقد أشرنا إلىٰ دورها العلمي في تعليم النساء معالم الدين والعبادة وما يشكل عليهن في أواخر الفصل المتقدم.
وممّا يدلّ علىٰ أنّها عليهاالسلام كانت محوراً يستقطب حوله نساء المدينة ، أنّها
_______________________
١) الكافي ٢ : ٦٦٧ / ٦.
٢) إتحاف السائل : ٣٠. ونحوه في المناقب / ابن شهرآشوب ٣ : ٣٤١ وفيه : « أن لا ترىٰ رجلاً ولا يراها رجل ». فضمّها إليه وقال : « ذرية بعضها من بعض ».
٣) بحار الأنوار ٤٣ : ٩٢. عن النوادر / الراوندي : ١٤ الطبعة الاُولىٰ.