لما جاءت إلىٰ مسجد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عقيب وفاة أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم وخطبت خطبتها المعروفة ، أقبلت في لُمّة من حفدتها ونساء قومها ، وألقت خطبة أُخرىٰ بليغة بنساء المهاجرين والأنصار حينما جئن لعيادتها وهي في مرض الموت (١).
وللزهراء عليهاالسلام دور في حفظ السُنّة النبوية ، علىٰ الرغم من تقدم وفاتها ، حيث ودّعت الدنيا وهي في عمر الورد ، فقد روىٰ عنها جمع من الصحابة ، منهم أمير المؤمنين عليهالسلام ، والإمام الحسين عليهالسلام ، وعبدالله بن مسعود ، وعبدالله ابن عباس ، وأنس بن مالك ، وعائشة ، وأُمّ سلمة ، وأسماء بنت عميس ، وزينب بنت أبي رافع وغيرهم.
وأخرج الطبراني والحافظ ابن كثير أحاديثهم مسندة عن الزهراء عليهاالسلام فبلغت تسعة عشر حديثاً (٢) ، وأخرج أبو جعفر الطبري الإمامي في أول الدلائل ثمانية عشر حديثاً مسنداً عنها غير الأحاديث المتقدمة (٣).
وجمع الحافظ جلال الدين السيوطي حديث الزهراء عليهاالسلام المروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ( مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام ) فكان فيه ٢٨٢ حديثاً في مجمل أحوالها وتاريخها وما روي عنها ، وقد جمعه من كتب العامّة المعتبرة (٤).
وجمع الشيخ عزيز الله العطاردي في ( مسند فاطمة الزهراء ) ١١٢ حديثاً
_______________________
١) ستأتي الخطبتان في الفصل اللاحق.
٢) راجع : المعجم الكبير / الطبراني ٢٢ : ٤١٣ ـ ٤٢٤. وجامع المسانيد والسنن / ابن كثير ١٦ : ٣٤ ـ ٥٠ ، دار الفكر ـ بيروت.
٣) دلائل الإمامة / الطبري : ٦٥ ـ ٧٩.
٤) طبع بتصحيح الحافظ عزيز بيك ، مدير لجنة أنوار المعارف بحيدرآباد الهند ، في حيدرآباد الهند ـ المطبعة العزيزية سنة ١٤٠٦ هـ ، ويقع في ١٢٠ صفحة.