اندفع القوم إلىٰ بيت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يرعوا لها حرمة ، ولا لأبيها المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم ذمّة ، وقد رافق الهجوم علىٰ الدار بعض الأحداث المخالفة للشرع والدين والضمير والوجدان والأعراف والسجايا الانسانية ، وكلّها مصاديق تحكي قصة الانقلاب علىٰ الأعقاب والإحداث بعد غياب الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن تلك الأحداث :
ثبت إحراق البيت المقدس من طريق الفريقين ، فقد روي أنّهم جمعوا الحطب الجزل حول بيت الزهراء عليهاالسلام ، وأضرموا النار في بابه ، حتىٰ أخذت النار في خشب الباب (١).
وروىٰ الثقفي بالاسناد عن حمران بن أعين ، عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : « والله ما بايع علي حتىٰ رأىٰ الدخان قد دخل بيته » (٢).
وقال المسعودي : فأقام أمير المؤمنين عليهالسلام ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فوجّهوا إلىٰ منزله ، فهجموا عليه وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كُرهاً (٣).
وقد بلغ من اشتهار هذا الأمر أن سجّله كثير من الشعراء منذ القرون الأولىٰ وإلىٰ اليوم ، ومنهم عبدالله بن عمار البرقي ت ٢٤٥ هـ حيث قال :
_______________________
١) الهداية الكبرىٰ / الخصيبي : ٤٠٧. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٩٧ / ٢٩ ، و ٥٣ : ١٨.
٢) تلخيص الشافي / الطوسي ٣ : ٧٦. وبحار الأنوار ٢٨ : ٣٩٠.
٣) إثبات الوصية / المسعودي : ١٢٤ ، المطبعة الحيدرية ـ النجف. وبحار الأنوار ٢٨ : ٣٠٨ / ٥٠.