وقالت عليهاالسلام : « لا عهد لي بقومٍ حضروا أسوأ محضرٍ منكم ، تركتم رسول الله جنازةً بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ولم تروا (١) لنا حقاً (٢) ، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خمّ ، والله لقد عقد له يومئذ الولاء ، ليقطع منكم بذلك منها الرجاء ، ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيكم ، والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة » (٣).
وأخرجوا عليّاً عليهالسلام ومضوا به إلىٰ أبي بكر ، فقال له عمر : بايع. فقال عليهالسلام : « إن أنا لم أفعل فمه ؟ » قال عمر : إذن والله الذي لا إله إلّا هو نضرب عنقك !
فقال : « إذن تقتلون عبد الله وأخو رسوله ». قال عمر : أما عبدالله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا (٤) ، وأبو بكر ساكت. فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أُكرهه علىٰ شيءٍ ما كانت فاطمة إلىٰ جنبه (٥).
ولم يبايع عليٌّ أبا بكر حتىٰ ماتت فاطمة عليهاالسلام بعد ستة أشهر ، فلمّا ماتت عليهاالسلام ضرع إلىٰ صلح أبي بكر (٦).
_______________________
١) في الإمامة والسياسة : ولم تردّوا.
٢) الإمامة والسياسة ١ : ١٣. والأمالي / الشيخ المفيد : ٤٩ / ٩. والاحتجاج / الطبرسي : ٨٠.
٣) الاحتجاج / الطبرسي : ٨٠.
٤) وهو ردّ علىٰ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد صحّ عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال لعلي عليهالسلام : « أنت أخي في الدنيا والآخرة » ، راجع : سنن الترمذي ٥ : ٦٣٦ / ٣٧٢٠. ومسند أحمد ١ : ٢٣٠. ومستدرك الحاكم ٣ : ١٤. وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك أحد فقل : أنا عبدالله وأخو رسوله ، لايدّعيها بعدك إلّا كاذب » ، راجع : فضائل الصحابة / أحمد بن حنبل ٢ : ٦١٧ / ١٠٥٥. وتذكرة الخواص / سبط ابن الجوزي : ٢٢.
٥) الإمامة والسياسة / ابن قتيبة ١ : ١٣. والآية من سورة الأعراف : ٧ / ١٥٠.
٦) أنساب الأشراف / البلاذري ٢ : ٢٦٨ ، دار الفكر ـ بيروت.