حتىٰ ألقت الجنين من بطنها (١) ، وكان يصيح : احرقوا دارها بمن فيها ، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام (٢).
ونقل البغدادي والمقريزي عن النظام أنه قال : إنّ عمر ضرب فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومنع ميراث العترة (٣).
ولا ندري كيف يجعل مرتكب مثل هذه الاُمور الفضيعة نفسه إماماً للاُمّة ، وفي موقع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويؤتمن علىٰ الدين والإنسان والأخلاق وأموال الناس وأعراضهم ، ويوفّر لهم الكرامة والعزّة ، ويربّي الناس علىٰ الفضيلة والدين والأخلاق ؟!
ثم إذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يحبّ من يبغض فاطمة ، ولو بكلمة واحدة ، فلماذا يُلام محبّو فاطمة عليهاالسلام علىٰ بغض قاتلها ؟
إنّ التجاوز علىٰ حرمة بيت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإدخال الرجال فيه ، وهتك حرمته المقدسة ، قد صرّح به أبو بكر في لحظاته الأخيرة ، وفي ذلك دلالة قاطعة علىٰ حدوث هذا الهجوم وما رافقه من أحداث أليمة ، وعلى خطأ أبي بكر في الايعاز إلىٰ جنده بقيادة ابن الخطاب للقيام بذلك العمل المنافي لأبسط حقوق الزهراء ، والمؤدي إلىٰ غضب الله تعالىٰ ورسوله الكريم وصالح المؤمنين.
_______________________
١) الوافي بالوفيات / الصفدي ٦ : ١٧.
٢) الملل والنحل / الشهرستاني ١ : ٥٧.
٣) الفرق بين الفرق / البغدادي : ١٤٨ ، دار المعرفة. والخطط / المقريزي ٢ : ٣٤٦ ـ دار صادر.