الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عليٌ مع الحقّ والحقُّ مع علي ، يدور معه حيثما دار » (١).
فكيف تردّ شهادته مع قيام البينة علىٰ عصمته عن الذنب وطهارته من الرجس ؟
وشهدت لها مع أمير المؤمنين عليهالسلام أُمّ أيمن ، وهي حاضنة رسول الله ومولاته ، وقد شهد لها بالجنة (٢) ، وقال فيها : « أُمّ أيمن أُمّي بعد أُمّي» (٣) وردّ شهادتها أيضاً ، فإذا كان مثل هؤلاء يجوز ردّ شهادتهم فعلىٰ الإسلام السلام.
٥ ـ لو سلّمنا أنّ شهادة علي عليهالسلام كشهادة رجلٍ واحدٍ من عدول المؤمنين ، وأنّ أبا بكر وجد نقصاً في البينة ، فلم يتيقّن له الحقّ ، فهلّا استحلف فاطمة عليهاالسلام ليكمل النصاب باليمين مع الشاهد ، كما فعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في مثل هذه المسائل (٤) ، بدلاً من أن يردّ دعواها ملغياً شهادة علي عليهالسلام وأمُ أيمن.
وخلاصة القول : لقد أُخذت فدك من أهل البيت قسراً وعنوة وظلماً وجوراً ، ودليل ذلك فضلاً عما قدمناه ، ما جاء في شرح كتاب أمير المؤمنين عليهالسلام إلىٰ عثمان بن حنيف الذي ذكرناه آنفاً ، قال عليهالسلام : « فشحّت عليها نفوس قومٍ ، وسخت عنها نفوس آخرين ».
قال ابن أبي الحديد في شرحه : فشحّت ، أي بخلت ، وسخت : أي
_______________________
ابن حنبل ٢ : ٥٨٦ / ٩٩٣. والرياض النضرة ٣ : ١٠٦ و ١١٠. وخصائص النسائي : ٦ / ٦٣.
٤) راجع : الدر المنثور / السيوطي ٨ : ٢٢٤. وتفسير القرطبي ١٨ : ١٨٩.
١) سنن الترمذي ٥ : ٦٣٣ / ٣٧١٤. ومستدرك الحاكم ٣ : ١٢٤. وتاريخ بغداد ١٤ : ٣٢١.
٢) كنز العمال ١٢ : ١٤٦ / ٣٤٤١٦.
٣) كنز العمال ١٢ : ١٤٦ / ٣٤٤١٧.
٤) راجع : مجمع الزوائد ٤ : ٢٠٢. وكنز العمال ٥ : ح ١٤٤٩٨ ، و٧ : ح ١٧٧٥٣.