بنحو القطع من أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية » (١).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية » (٢) وقد ثبت بما قدّمناه عن كتب الصحاح أن فاطمة عليهاالسلام ماتت وهي ساخطة علىٰ أبي بكر وعمر ، وأوصت أن لا يحضرا جنازتها ، ولا يصليا عليها ، وأن عليّاً عليهالسلام دفنها ليلاً ، ولم يؤذن بها أبا بكر وعمر.
فان كانت إمامة أبي بكر حقيقة شرعية ثابتة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإننا سنكون أمام احتمالين لا ثالث لهما بشأن الزهراء صلوات الله عليها.
الأول : أن تكون قد ماتت علىٰ ضلالة ولم تدخل الجنة ـ والعياذ بالله ـ لأنها لم تعرف أبا بكر إماماً لزمانها.
الثاني : أن تكون قد ماتت علىٰ الإيمان ، وعلىٰ هذا يكون الإمام الحق غير أبي بكر وعمر.
والاحتمال الأول باطل وغير صحيح ، لما ثبت في كتب الفريقين أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « فاطمة سيدة نساء أهل الجنة » (٣).
ومن هنا نعلم بأنّ سيدة نساء العالمين عليهاالسلام كانت علىٰ يقين من معرفة الإمام الحق الذي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، ألا وهو من قالت
_______________________
١) مسند أحمد ٤ : ٩٦. والاحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٧ : ٤٩ / ٤٥٥٤. وحلية الأولياء ٣ : ٢٢٤. وكنز العمال ١ : ١٠٣ / ٤٦٤. ومستدرك الحاكم ١ : ١١٧. ومجمع الزوائد ٥ : ٢١٨ و ٢٢٤ و ٢٢٥.
٢) صحيح مسلم ٣ : ١٤٧٨ / ٥٨ ـ كتاب الامارة. والسنن الكبرىٰ / البيهقي ٨ : ١٥٦. وجامع الاُصول ٤ : ٤٦٣ / ٢٠٦٥. ومجمع الزوائد ٥ : ٢١٨.
٣) خرّجناه في الفصل الثاني من هذا البحث.