وروي عن أُمّ سلمة وسلمان الفارسي وعلي عليهالسلام أنهم قالوا : وقبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبضةً من الدراهم ، ودعا بأبي بكر فدفعها إليه ، وقال : « يا أبا بكر ، اشترِ بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها » وبعث معه سلمان وبلالاً ليعيناه علىٰ حمل ما يشتريه ، قال أبو بكر : وكانت الدراهم التي أعطانيها ثلاثة وستين درهماً ، فانطلقت واشتريت فراشاً من خيش مصر محشوّاً بالصوف ، ونطعاً من أدم ، ووسادة من أدم حشوها من ليف النخل وعباءة خيبرية ، وقربة للماء ، وكيزاناً ، وجراراً ، ومطهرة للماء ، وستر صوف رقيقاً ، وحملناه جميعاً حتىٰ وضعناه بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا نظر إليه بكىٰ وجرت دموعه ، ثمّ رفع رأسه إلىٰ السماء وقال : « اللهمَّ بارك لقومٍ جلّ آنيتهم الخزف » (١).
وأخرج أبو يعلى عن علي عليهالسلام ، قال : « أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يجعل ثلثين في الطيب ، وثلثاً في الثياب » (٢).
وروىٰ ابن شهرآشوب عن الصادق عليهالسلام قال : « أعطىٰ منها قبضة كانت ثلاث وستين أو ستة وستين إلىٰ أُمّ أيمن لمتاع البيت ، وقبضة إلىٰ أسماء للطيب ، وقبضة إلىٰ أُمّ سلمة للطعام ، وأنفذ عماراً وأبا بكر وبلالاً لابتياع مايصلحها » (٣).
أما بيت علي عليهالسلام الذي زفّت إليه الزهراء عليهاالسلام فكان بمنتهىٰ البساطة والتواضع ، روىٰ ابن شهرآشوب عن وهب بن وهب القرشي ، قال : وكان
_______________________
٢٠ ـ ٢١. والثغور الباسمة : ٣٥. واتحاف السائل : ٥١.
١) كشف الغمة / الاربلي ١ : ٣٥٩. ومناقب الخوارزمي : ٢٥٣. وبحار الأنوار ٤٣ : ١٣٠.
٢) اتحاف السائل : ٤٤.
٣) المناقب ٣ : ٣٥٢.