هذه الأُمَّة ! ! ولمَّا امتنع أبو عبيدة ، أدار عمر إلىٰ أبي بكر ، فبسط يده وصفق عليها ليكون خليفة المسلمين بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فبويع أبو بكر ، بايعه أبو عبيدة وبشير بن سعد الخزرجي ، ثُمَّ بايعه الأوس . وتمَّت مسرحية « السقيفة » وقد مثَّل دور البطولة فيها أبو بكر وعمر !
وما أن انتصف نهار اليوم حتىٰ تمَّت بيعة أبي بكر بهذا النحو ، الذي كان مفاجأة لأكثر الناس ، وأخذوا يزفُّون عبد الله بن عُثمان التيمي ـ أبو بكر بن أبي قحافة ـ إلىٰ مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لتكون بيعته علىٰ نطاق أوسع !
تسرَّب نبأ السقيفة والبيعة في أرجاء المدينة المنوَّرة ، علىٰ ساكنها السلام ، كلُّهم علموا بخبر البيعة ، إلَّا عليٌّ وبنو هاشم ومن معهم ، حيث كانوا مع مصيبة وداع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم !
فانطلق البراء بن عازب وجاء يضرب باب بني هاشم قائلاً : يا معشر بني هاشم ، قد بويع أبو بكر !
سادت لحظة هدوء ، متسائلين : ما كان المسلمون يُحدثون حدثاً نغيب عنه ، ونحن أولىٰ بمحمَّد ، لكنَّ العبَّاس بن عبد المطَّلب لم يستغرب هذا الفعل منهم ، فقال : فعلوها وربِّ الكعبة ! !
ولمَّا كان اليوم الثاني ، وبعد أن واروا جثمان النبي الطاهر ، انحاز مع عليِّ بن أبي طالب عليهالسلام بنو هاشم جميعاً ، ومعهم طائفة من المهاجرين والأنصار ، اعتقاداً منهم بحقِّ عليٍّ في الخلافة (١) .
_______________________
١) صحيح مسلم ـ الجهاد والسير ٣ : ١٣٨٠ / ٥٢ ، صحيح البخاري ـ باب غزوة خيبر ٥ : ٢٨٨ / ٤٥٦ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٢٣١ .