فقال الأنصار : لا نبايع إلَّا عليَّاً ، وقال الزبير : لا أغمد سيفاً حتىٰ يُبايع علي ، وانظم وانحاز في بيت عليٍّ وفاطمة عليهماالسلام : المقداد بن عمرو ، وخالد بن سعيد ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذرٍّ الغفاري ، وعمَّار بن ياسر ، والبراء بن عازب ، وأُبي بن كعب ، وحذيفة بن اليمان ، وابن التيهان ، وعبادة بن الصامت (١) ، كلُّهم يرفضون البيعة لابن أبي قحافة ، للسبب الآنف ذكره . .
إضافةً إلىٰ ذلك فقد اعتصم جماعة من الأنصار في أحيائهم ، فجاء عبد الرحمن بن عوف يعاتبهم علىٰ تخلُّفهم عن بيعة الخليفة ، ويذكر لهم حقَّه بقرابته من رسول الله ، وما شابه ذلك من الحجج التي يتشبَّثون بها ، من أجل إثبات حق أبي بكر بالخلافة ، وأنَّه أولىٰ بها من غيره ، فردَّ عليه جماعة الأنصار : « إنَّ ممَّن سمَّيت من قريش ، مَنْ إذا طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد : عليُّ بن أبي طالب » !
هذا أحد المواقف ضد الاتجاه الذي نال خلافة رسول الله بالغلبة ! وموقف آخر يمكن أن نقتبس منه بعض الأقوال ، كقول الفضل بن عبَّاس ، الذي قام خطيباً وأجاد حيث قال : « يا معشر قريش : إنَّه ما حقَّت لكم الخلافة بالتمويه ! ونحن أهلها دونكم وصاحبنا أولىٰ بها منكم » (٢) ، ويقصد بصاحبنا عليَّ بن أبي طالب عليهالسلام .
وأنشد عتبة بن أبي لهب ، معرباً عن أولوية علي عليهالسلام برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
_______________________
١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤ ، تاريخ أبي الفداء ٢ : ٦٣ ، ابن أبي الحديد ٢ : ٤٩ ، ٥٦ و ٦ : ١١ ، وزاد في ١ : ٢٢٠ حذيفة وابن التيهان وعبادة بن الصامت ، وتاريخ الطبري ٣ : ١٩٨ ، الكامل في التاريخ ٢ : ١٨٩ ، ١٩٤ ، تاريخ الخلفاء : ٥١ ولم يذكروا الأسماء .
٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤ .