وبأمر الخلافة ؛ إذ يقول :
ما كنتُ أحسبُ أنَّ الأمرَ منصرفٌ |
|
عن هاشمٍ ثُمَّ منها عن أبي الحسنِ |
عن أوَّل الناس إيماناً وسابقةً |
|
وأعلم الناس بالقرآن والسننِ (١) |
وكان المهاجرون والأنصار لا يشكُّون في عليٍّ عليهالسلام (٢) .
وما كان من أبي بكر إلَّا أن ينتظر عليَّاً عليهالسلام وأصحابه أن يبايعوه ! ولمَّا تأخَّرت بيعتهم أرسل عمر بن الخطَّاب إلىٰ بيت عليٍّ عليهالسلام ، فنادىٰ عليَّاً وأصحابه وهم في الدار فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب ليحرق البيت ومن فيه ، فقيل له : إنَّ فيه فاطمة !
قال : وإن (٣) ! !
لكنَّهم اقتحموا بيت عليٍّ عليهالسلام . . وقد ثبت عن أبي بكر قوله ، حين حضرته الوفاة : « وددت أنِّي لم أكشف عن بيت فاطمة ، وتركته ولو أُغلق علىٰ حرب » (٤) .
أتىٰ قنفذ ـ رسول الخليفة الجديد ـ عليَّ بن أبي طالب عليهالسلام فقال : يدعوك خليفة رسول الله . فقال عليهالسلام : « لسريع ما كذَّبتم علىٰ رسول الله » !
فرجع فأبلغ أبا بكر قوله ، فبكىٰ أبو بكر طويلاً ! فبعثه مرَّةً أُخرىٰ بتحريض من عمر ، فقال : خليفة رسول الله يدعوك لتبايع ، فقال عليهالسلام
_______________________
١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤ .
٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤ ، شرح نهج البلاغة ٦ : ٢١ وغيرها .
٣) أنظر قصَّة هذا الحدث في : الإمامة والسياسة ١ : ١٢ ، شرح ابن أبي الحديد ٢ : ٥٦ ، ٦ : ٥٨ ، ٢٠ : ١٤٧ ، تاريخ أبي الفداء ٢ : ٦٤ ، العقد الفريد ٥ : ١٢ .
٤) الإمامة والسياسة ١ : ٢٤ ، تاريخ الطبري ٣ : ٤٣٠ .