السبيل إلى توحيد كلمة المسلمين :
فلا ينبغي لنا أن نجعل إنساناً من علماء الحديث كرسول الله معصوماً عن الخطاء والزلل والنسيان ، ولا نجعل كتاباً من كتب الحديث نظير كتاب الله معصوماً عن السهو والنسيان والزلل ، فإنّ كتاب الله هو وحده الّذي لا يأتيه الباطل ، وأنّ القرآن الكريم هو وحده الصحيح من أوّله إلى آخره والمصون عن الزيادة والنقصان؛ وبناءً على ذلك يجب أن نجري البحث العلمي النزيه لمعرفة سند الحديث ومتنه! أيّ حديث كان وأيّ كتاب كان. هذا هو السبيل إلى توحيد كلمة المسلمين. (١)
قال المحقّق السيّد عليّ الحسيني الميلاني :
وأمّا كتاب (الكافي) فهو أهمّ كتب الشيعة الإثنى عشرية وأجلّها وأعظمها في الأصول والفروع والمعارف الإسلاميّة ، وإليه يرجع الفقيه في استنباطه للأحكام الشرعيّة ، وعليه يعتمد المحدّث في نقله للأخبار والأحاديث الدينيّة ، ومنه يأخذ الواعظ في ترهيبه وترغيبه.
إلّا أنّه قد تقرّر لدى علماء الطائفة ـ حتى جماعة من كبار الأخباريّين ـ لزوم النظر في سند كلّ خبر يراد الأخذ به في الأصول أو الفروع؛ إذ ليست أخبار الكتب الأربعة ـ وأوّلها الكافي ـ مقطوعة الصدور عن المعصومين ، بل في أسانيدها رجال ضعّفهم علماء الفنّ ولم يثقلوا برواياتهم.
ومن هنا قسّموا أخبار الكتب إلى الأقسام المعروفة ، واتّفقوا على
__________________
(١) معالم المدرستين ، ج ٢ ، ص ٣٨٢