كونك سنّياً .. وصرت مخالفاً للبخاري ، ولأهل السنّة والجماعة!
وينتج عن هذا الفرق أنّ الباحث الشيعي يمكن أن يبحث جدّياً في رواية من كتاب الكافي ، ويتوصّل إلى التوقف في سندها ، أو إلى الاعتقاد بضعف سندها ، فلا يفتي بها ، ولا يضرّ ذلك في إيمانه وتشيّعه ... بينما السنّي محروم من ذلك ، وإن فعل صدرت فيه فتاوى الخروج عن المذاهب الأربعة ، وقد يتّهم بالرفض ومعاداة الصحابة!
وينتج عنه أنّ الباحث إذا وجد رواية في تحريف القرآن في البخاري فإنّ من حقه أن يلزم السنّي بأنّ الاعتقاد بتحريف القرآن جزء من مذهبه! بينما إذا وجد رواية مثلها في الكافي لا يستطيع أن يلزم الشيعي بأنّها جزء من مذهبه حتّى يسأله : هل تعتقد بصحّتها أم لا؟ أو هل يعتقد مرجع تقليدك بصحّتها أم لا؟ فإن أجابه نعم ، ألزمه بها ، وإلّا فلا. (١)
وقال الأستاذ الشيخ محمد جواد مغنية رحمة الله عليه : (٢)
اُلفت نظر من يحتجّ على الشيعة ببعض الأحاديث الموجودة في كتب بعض علمائهم. اُلفت نظره إلى أنّ الشيعة تعتقد أنّ كتب الحديث الموجودة في مكتباتهم ـ ومنها الكافي والاستبصار والتهذيب ومن لا يحضره الفقيه ـ فيها الصحيح والضعيف ، وأنّ كتب الفقه التي ألفها علماؤهم فيها الخطأ والصواب ، فليس عند الشيعة كتاب يؤمنون بأنّ
__________________
(١) تدوين القرآن ، ص ٢٩.
(٢) كان من كبار علماء الشيعة الإمامية بلبنان.