بأنّه ذكر محفوظ على ما أنزل مصون بصيانة إلهيّة عن الزيادة والنقيصة والتغيير ، كما وعد الله نبيّه فيه.
وخلاصة الحجّة : أنّ القرآن أنزله الله على نبيّه ووصفه في آيات كثيرة بأوصاف خاصّة لو كان تغيّر في شيء من هذه الأوصاف بزيادة أو نقيصة أو تغيير في لفظ أو ترتيب مؤثر فُقِدَ آثار تلك الصفة قطعاً ، لكنّا نجد القرآن الّذي بأيدينا واجداً لآثار تلك الصفات المعدودة على أتمّ ما يمكن وأحسن ما يكون ، فلم يقع فيه تحريف يسلبه شيئاً من صفاته ، فالّذي بأيدينا منه هو القرآن المنزل على النبيّ صلىاللهعليهوآله بعينه ، فلو فرض يقوط شيء منه أو تغيّر في إعراب أو حرف أو ترتيب وجب أن يكون في أمر لا يؤثّر في شيء من أوصافه كالإعجاز وارتفاع الاختلاف والهداية والنوريّة والذكريّة والهيمنه على سائر الكتب السماويّة إلى غير ذلك ، وذلك كآية مكرّرة ساقطة أو اختلاف في نقطة أو إعرابها ونحوها. ) (١)
٣. قوله تعالى :
(لا تحَّركْ بهِ لسانَكَ لتَجعَلْ بهِ * إنَّ عَلينا جمعَهُ وقُرْآنهُ * فإذا قَرَأناهُ فَاتَّبعْ قُرآنه * ثمَّ إنَّ عَليْنا بَيانَهُ)
قال ابن عباس :
كان النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا نزل عليه القرآن عجّل تحريك لسانه لحبّه إيّاه
__________________
(١) الميزان في تفسير القرآن ، ج ١٢ ، ص ١٠٦.
(٢) القيامة : ١٦ ـ ١٩