وَادعُو شُهَداءَكُمْ مِن دُونِ اللهِ إنْ كُنتُم صادِقِينَ * فإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفعَلوا فَاتّقوا النّارَ الّتِي وَقُودُها النّاسُ وَالحِجارَةُ أعِدَّتْ لِلْكافِرينَ). (١)
فمسألة الإعجاز المتحدّى به في الآيات القرآن وعجز الناس قاطبة عن أن يأتوا بمثله واعتقاد جميع فرق المسلمين بكونه إعجازاً في جميع الأزمان يبطل دعوى وقوع التحريف في سور القرآن وآياته.
وهنا بيان آخر لهذا الدليل ذكره صاحب كتاب التحقيق في نفي التحريف ، قال : ومن الأدلّة على عدم التحريف هو : أنّ التحريف ينافي كون القرآن معجزاً ، لفوات المعنى بالتحريف ، لأنّ مدار الإعجاز هو الفصاحة والبلاغة الدائرتان مدار المعنى ، ومن المعلوم أن القرآن معجز باق. (٢)
وذكر الأستاذ العلاّمة الطباطبائي شبيه هذا الدليل جدير بالذكر هنا قال :
وخلاصة الحجّة(٣) أنّ القرآن أنزله الله على نبيّه ووصفه في آيات كثيرة بأوصاف خاصّة لو كان تغيّر في شيءٍ من هذه الأوصاف بزيادة أو نقيصة أو تغيير في لفظ أو ترتيب مؤثّر فُقِدَ آثار تلك الصفة قطعاً ، لكنّا نجد القرآن الّذي بأيدينا واجداً لآثار تلك الصفات المعدودة على
__________________
(١) بقرة : ٢٣
(٢) التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف ، ص ٤٧.
(٣) للاطّلاع على تفصيل الدليل ، راجع الميزان في تفسير القرآن ، ج ١٢ ، ص ١٠٦.