الكتاب هو عين ما بين الدفّتين ، والاختلافات الناشئة بين القّراء ليس إلاّ أمراً حديثاً لا ربط له بما نزل به الروح الأمين على قلب سيّد المرسلين. (١)
١٣. قال الفيض الكاشاني : قال الله عزّ وجلّ (وإنّهُ لكتابٌ عزيزٌ * لا يأتيهِ الباطِلُ من بينِ يَديهِ ولا من خلفِهِ) وقال (إنّا نزَّلنا الذِّكر وإنّا لهُ لحَافِظونَ) ، فكيف يتطرّق إليه التحريف والتغيير؟! وأيضاً قد استفاض عن النبيّ صلىاللهعليهوآله حديث عرض الخبر المرويّ على كتاب الله ليعلم صحتّه بموافقته له ، وفساده بمخالفته ، فإذا كان القرآن الّذي بأيدينا محرّفاً فما فائدة العرض ، مع أنّ خبر التحريف مخالف لكتاب الله ، مكذّب له ، فيجب ردّه ، والحكم بفساده. (٢)
١٤. قال الشيخ جعفر الجناجي : لا زيادة فيه من سورة ، ولا آية من بسملة وغيرها ، لاكلمة ولا حرف. وجميع ما بين الدفّتين ممّا يتلى كلام الله تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين ، وإجماع المسلمين ، وأخبار النبيّ صلىاللهعليهوآله والأئمّة الطاهرين عليهمالسلام ، وإن خالف بعض من لا يعتدّ به في دخول بعض ما رسم في اسم القرآن ... لا ريب في أنه محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديّان ، كما دلّ عليه صريح القرآن ، وإجماع العلماء في جميع الأزمان ، ولا عبرة بالنادر. (٣)
__________________
(١) تهذيب الاُصول تقريراً بقلم العلّامة الشيخ جعفر السبحاني ، ج ٢ ، ص ١٦٥.
(٢) تدوين القرآن ، ص ٤٢.
(٣) همان ، ص ٤٣.