أنزله الله على نبيّه عليه الصلاة والسلام ، لم يغيّر ولم يبدّل ، ولازال عمّا كان عليه. (١)
هذا كلام أكبر زعيم من زعماء الفكر الإسلامي في القرن الرابع (توفّي سنة ٣٣٠ هـ. ق) يشهد بوضوح أنّ الأعلام المحقّقين من أكابر الشيعة الإمامية يرفضون القول بالتحريف في جميع أشكاله.
٢. قال الأستاذ المعاصر الدكتور محمد عبدالله درّاز :
ومهما يكن من أمر فإنّ هذا المصحف هوالوحيد المتداول في العالم الإسلامي بما فيه فرق الشيعة ـ منذ ثلاثة عشر قرناً من الزمان. ونذكر هنا رأي الشيعة (أهم فرق الشيعة) كما ورد بكتاب أبي جعفر (الصدوق) :
(إنّ اعتقادنا في جملة القرآن الّذي أوحى به الله تعالى إلى نبيّه محمد صلىاللهعليهوآله هو كلّ ما تحتويه دفّتا المصحف المتداول بين الناس لا أكثر ... أمّا ما ينسب إلينا الاعتقاد في أنّ القرآن أكثر من هذا فهو كاذب) أمثال هذه الرّوايات الّتي نضرب عنها صفحاً.
قال : وقد ألّف ابن الخطيب محمد محمد عبداللطيف في سنة ١٩٤٨ م كتاباً اسمه الفرقان حشّاه بكثير من أمثال هذه الروايات السقيمة المدخولة المرفوضة ، ناقلاً لها عن الكتب والمصادر عند أهل السنّة. وقد طلب الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد أن بيّن بالدليل والبحث العلمي أوجه البطلان والفساد فيه ، فاستجاب الحكومة لهذا
__________________
(١) صيانة القرآن من التحريف ، ص ٨٠.