اللّه عز وجل نبيه على ذلك فبات علي عليه السلام على فراش النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون علياً عليه السلام يحسبونه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا اليه ، فلما رأوا علياً عليه السّلام رد اللّه مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا؟ قال : لا أدري ، فاقتفوا أثره فلما بلغوا الجبل خلط عليهم فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا : لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال.
[أقول] ورواه الخطيب البغدادي أيضاً (ج ١٣ ص ١٩١) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٧ ص ٢٧) وقال : رواه أحمد والطبراني ، والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ) (الآية) في سورة الأنفال ، وقال : أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل.
[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ) في سورة الأنفال ، قال : وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال : دخلوا دار الندوة يأتمرون بالنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث إلى أن قال) وقام علي عليه السلام على فراش النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وباتوا يحرسونه ـ يعني المشركين ـ يحسبون أنه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما أصبحوا ثاروا اليه فاذاهم بعلي عليه السلام ، فقالوا : أين صاحبك؟ فقال : لا أدري فانتقوا أثره حتى بلغوا الغار ثم رجعوا (الحديث).
[الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ٣٥ وص ١٦٢] روى بسنده عن أم بكر بنت المسور عن أبيها : إن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف ـ وهي أم مخرمة بن نوفل ـ حذَّرت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله)