الدنيا هرجاً ومرجاً ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ، ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث اللّه عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة ، وقلوباً غلفاً يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً ، يا فاطمة لا تحزنى ولا تبكي فان اللّه عز وجل أرحم بك وأرأف عليك مني ، وذلك لمكانك من قلبي وزوجك اللّه زوجاً وهو أشرف أهل بيتك حسباً ، وأكرمهم منصباً وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربى عز وجل أن تكوني أول من يلحقنى من أهل بيتى ، قال علي عليه السلام : فلما قبض النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم تبق فاطمة عليها السلام بعده إلا خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها اللّه عز وجل به صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (قال) رواه الطبراني في الكبير والأوسط (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص ١٣٥) وقال : أخرجه الحافظ أبو العلاء الهمذاني.
[كنز العمال ج ٦ ص ١٥٣] قال : أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً؟ ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحتكه واتخذته وصياً ، قاله لفاطمة عليها السلام ، ثم قال : أخرجه الطبراني عن أبي أيوب (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج ٨ ص ٢٥٣) وقال : رواه الطبراني.
[كنز العمال أيضاً ج ٦ ص ٣٩٢] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا بني عبد المطلب إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرنى اللّه أن أدعوكم اليه فأيكم يوازرنى على هذا الأمر على أن يكون أخى ووصيي وخليفتى فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعا ، قلت : يا نبى اللّه أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتى ثم قال : هذا أخى ووصيي وخليفتى فيكم فاسمعوا له وأطيعوا (قال) أخرجه ابن جرير.
[وفيه أيضاً ج ٦ ص ٣٩٧] قال : عن علي عليه السلام لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ