اللّه عليه (وآله) وسلم يتبعونه كأنه علم لهم ، وسمعت عماراً يقول يومئذٍ لهاشم بن عتبة : يا هاشم تقدم الجنة تحت الأبارقة ، اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه ، واللّه لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ثم قال :
نحن ضربناكم على تنزيله |
|
فاليوم نضربكم على تأويله |
ضرباً يزيل الهام عن مقيله |
|
ويذهل الخليل عن خليله |
أو يرجع الحق إلى سبيله
قال : فلم أر أصحاب محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قتلوا في موطن ما قتلوا يومئذٍ.
[أقول] قول عمار رضوان اللّه عليه :
هو إشارة إلى الحديث المشهور وكأنه هو شيء قد سمعه من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.
[كنز العمال ج ٦ ص ١٥٥] ولفظه : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قيل : أبو بكر وعمر؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل ـ يعني علياً عليه السلام ـ قال : أخرجه أحمد في مسنده ، وأبو يعلى في مسنده ، والبيهقي في شعب الإيمان ، والحاكم في المستدرك ، وأبو نعيم في حليته ، وسعيد بن منصور في سننه ، كلهم عن أبي سعيد ـ يعني الخدري.
[كنز العمال أيضاً ج ٦ ص ٣٩٠] قال : عن أبي ذر قال : كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو ببقيع الغرقد فقال : والذي نفسي بيده إن فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله ، وهم يشهدون أن لا إله إلا اللّه ، فيكبر قتلهم على الناس حتى يطعنوا على ولىّ اللّه ويسخطوا عمله كما سخط موسى أمر السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار ، وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار للّه رضىً وسخط ذلك موسى ، قال : أخرجه الديلمي.