سفيان ، وأبو الأعور السلمي ، وعمرو بن العاص ، وابنه ، فسمعت عبد اللّه بن عمرو يقول لأبيه عمرو : قد قتلنا هذا الرجل وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه ما قال ، قال : أي الرجل؟ قال : عمار بن ياسر أما تذكر يوم بني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المسجد فكنا نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فمر على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحمل لبنتين لبنتين وأنت ممن حضر ، قال : أما إنك ستقتلك الفئة الباغية وأنت لمن أهل الجنة؟ فدخل عمرو على معاوية فقال : قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما قال ، فقال : اسكت فو اللّه ما تزال تدحض في بولك ، أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه جاؤا به حتى ألقوه بيننا ، (أقول) قد أشير آنفا إلى جواب علي عليه السلام عن ذلك وسيأتي أيضاً تفصيله ، ثم إن الحديث المذكور قد رواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (ج ٤ ص ٢٨) بنحو أبسط :
[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٢ ص ١٦١] روى بسنده عن عبد اللّه بن الحارث قال : إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين بينه وبين عمرو بن العاص ، قال : فقال عبد اللّه بن عمرو بن العاص : يا أبت ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : ويحك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية؟ قال : فقال عمرو لمعاوية : ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية : لا تزال تأتينا بهنة (١) أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤا به (أقول) قد عرفت الجواب عن ذلك فلا تغفل.
[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٢ ص ١٦٤] روى بسنده عن حنظلة ابن خويلد العنبري ، قال : بينما أنا عند معاوية إذ جاء رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما : أنا قتلته ، فقال عبد اللّه بن عمرو : ليطب
_________________
(١) هنة جمعه هنات وهي خصال الشر ، قال الجزري في النهاية بمادة (دحض) : «وفي حديث معاوية قال لابن عمرو : لا تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك ، أي تزلق ويروى بالصاد (المهملة) أي تبحث فيها برجلك».