الكبرى والحياة البحتة ، وإلا فليؤمن بالبرهم وليعمل صالحا حتى يسعد في حياته التالية وهي آخرته.
لكن البرهم لما كان ذاتا مطلقة محيطا بكل شيء غير محاط لشيء كان أعلى وأجل من أن يعرفه الإنسان إلا بنوع من نفي النقائص أو يناله بعبادة أو قربان فمن الواجب علينا أن نتقرب بالعبادة إلى أوليائه وأقوياء خلقه حتى يكونوا شفعاء لنا عنده ، وهؤلاء هم الآلهة الذين يعبدون من دون الله بعبادة أصنامهم ، وهم على كثرتهم إما من الملائكة أو من الجن أو من أرواح المكملين من البراهمة ، وإنما يعبد الجن خوفا من شرهم ، وغيرهم طمعا في رحمتهم وخوفا من سخطهم ومنهم الأزواج والبنون والبنات لله تعالى.
فهذه جمل ما تتضمنه البرهمية ويعلمه علماء المذهب من البراهمة.
لكن الذي يتحصل من أوبانيشاد » (١) وهو القسم الرابع من كتاب « ويدا » المقدس ربما لم يوافق ما تقدم من كليات عقائدهم وإن أوله علماء المذهب من البراهمة.
فإن الباحث الناقد يجد أن رسائل « أوبانيشاد » المعلمة للمعارف الإلهية وإن كانت تصف العالم الألوهي والشئون المتعلقة به من الأسماء والصفات والأفعال من إبداء وإعادة وخلق ورزق وإحياء وأماته وغير ذلك بما يوصف به الأمور الجسمانية المادية كالانقسام والتبعض والسكون والحركة والانتقال والحلول والاتحاد والعظم والصغر وسائر الأحوال الجسمانية المادية إلا أنها تصرح في مواضع منها أن برهم (٢) ذات مطلقة متعالية من أن يحيط به حد له الأسماء الحسنى والصفات العليا من حياة وعلم وقدرة ، منزه عن نعوت النقص وأعراض المادة والجسم ليس كمثله شيء.
وتصرح (٣) بأنه تعالى إحدى الذات لم يولد من شيء ولم يلد شيئا وليس له
__________________
(١) أوبانيشاد لكتب « ويدا » المقدسة وهي رسائل متفرقة مأثورة من كبار رجال الدين من عرفائهم القدماء الأقدمين تحتوي جمل ما حصلوه من المعارف الإلهية بالكشف ويعتبرها البراهمة وحيا سماويا.
(٢) هذا كثر الورود يعثر عليه الراجع في أغلب فصول أوبانيشاد.
(٣) « لم يولد منه شيء ولم يتولد من شيء وليس كفؤا أحد » أوبانيشاد ( شيت استر ) ادهيا السادس آية ٨ ( السر الأكبر ).